منهجية تعلم العلوم الشرعية



منهجية تعلّم العلوم الشّرعيّة


فليكن أولُ ما يبدأ به طالب العلم كتابَ الله - تعالى - فيحفظ القرآن، ويتعلق به، ويتلوه حَقَّ تلاوته، ويعمل بحلاله وحرامه، ويعمل بِمُحكمه، ويؤمن بمتشابهه، ويتعلم أحكامَ تَجويده وترتيله، وذلك على أيدي أهلِ هذا العلم من القُرَّاء والحفاظ المُتقنين له، كما يأخذ كتابًا في مَعرفة ما أشْكَل عليه من ألفاظ وكلمات؛ كـ"زبدة التفسير"؛ للأشقر، ثم يتوسع قليلاً في التفسير، فيبدأ بتفسير السعدي "تيسير الكريم المنان"، ثم بعده "تفسير ابن كثير"، فـ"فتح القدير" للشوكاني، و"أضواء البيان" للشنقيطي، ثم يقرأ في التفاسير المطولة كابن جرير الطبري.

أما علوم القرآن

فيبدأ بـ"أصول التفسير" لابن عثيمين، ثم "مقدمة في أصول التفسير" لشيخ الإسلام ابن تيميَّة، ثم "مباحث في علوم القرآن" للقطان، كما يستعين بكتب الشيخ مساعد الطيار، فإنَّها جيدة في بابها، ثم يتوسع شيئًا فشيئًا، فيقرأ "الإتقان" للسيوطي، وهو من أشمل الكتب في علوم القرآن، والمعتمد عليه إلى اليوم، وكذلك "البرهان" للزركشي، و"مناهل العرفان" للزرقاني.



أما في الحديث وعلومه :



فمن الممكن أن يبدأَ بالأربعين النووية، ثُمَّ "رياض الصالحين"، ثم "بلوغ المرام"، ثم الصحيحين والكتب الستة، ثم يطالع شروحَ الحديث وما كتبه أهل العلم، ثم يتوسَّع.
وأمَّا في مصطلح الحديث:

فيطالع ويدرس "البيقونية"، ثم "اختصار علوم الحديث" لابن كثير، فـ"النخبة" لابن حجر، فـ"تدريب الراوي" للسيوطي، وكذلك يطالع "مباحث في علوم الحديث" للقطان، ثم يتوسع بعد ذلك.



وأما في العقيدة والتوحيد:


فيبدأ بالثلاثة الأصول، والقواعد الأربعة، ثم كشف الشبهات، ثم كتاب التوحيد مع شرحه فتح المجيد.
ثم يأخذ لُمعة الاعتقاد، ثم الواسطية، ثم الطحاوية، ويطلع على كتب أهل السنة في ذلك الباب، وقد سبق الإشارة إليها

وأما في الفقه وأصوله:



يبدأ بأخذ الفقه على أحد المذاهب الأربعة أولاً قبل التوسع؛ حتى يتصور مسائلَ العلم بوضعها الصحيح، وليكن على مذهب الحنابلة مثلاً، فيدرس مُختصر ابن قدامة "عمدة الفقه"، ثم يطالع بعده "الروض المربع شرح زاد المستقنع"، ثم ينتقل إلى "الكافي" لابن قدامة، فـ"المغني" له، وهكذا في كل مذهب؛ حتى تتكونَ عنده ملكة الفقه وآلته.
وأما أصول الفقه:
فيأخذ في "الورقات" للجويني، و"منظومة القواعد الفقهية"، و"الأصول من علم الأصول" للعثيمين، ويتوسع بعد ذلك.




وأما في السيرة والتاريخ:


فيبدأ مثلاً بـ"الرحيق المختوم"، ثم "الفصول في سيرة الرسول" لابن كثير، ثم "سيرة ابن هشام"، و"زاد المعاد" لابن القيم.
ويطالع كذلك "من أعلام السلف" لأحمد فريد، و"العواصم من القواصم" لابن العربي، ثم "سير أعلام النبلاء" للذهبي، و"البداية والنهاية" لابن كثير.
وأما في الأخلاق والآداب:
فليكن أولُ ما يبدأ به "حلية طالب العلم"، فإنه جيد وقيم، ثم قراءة "مختصر منهاج القاصدين"، ويطالع معه "رياض الصالحين"، فإنَّه عظيمٌ في باب الآداب والأخلاق، وكذلك مُطالعة كتب ابن القيم، فإنَّها عظيمةٌ؛ كـ"الجواب الكافي"، ويقرأ "أخلاق حملة القرآن" للآجُرِّي، ثم "مدارج السالكين" لابن القيم، و"صيد الخاطر" لابن الجوزي، وكذلك "تلبيس إبليس".
وأمَّا في اللغة والأدب:
فيبدأ في النحو بحفظ ودراسة "متن الآجُرُّومية"، ثم "قطر الندى"، ثم "شذور الذهب في معرفة كلام العرب"، ثم "شرح الألفية"؛ لابن عقيل.
ويطالع في البلاغة والشعر:

"البلاغة الواضحة" للجارم، و"ديوان المتنبي بشرح العكبري".